السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اليوم جايبتلكم قصة أتمنى تعجبكم
أم تروي فيها لحظات فراق طفلها المعاق
تقول: أنجبت طفلي الأول و لم أتجاوز الــ20 سنة حيث قد تم إخباري اخباري وأنا في الأشهر الأخيرة من الحمل بأن الجنين سيكون معاق وأنه لن يعيش فقد يفارق الحياة عند الولادة أو كحد أقصى 3 أيام بعد الولادة ، و عند الولادة والتي كانت صعبة للغاية بشهادة كل الأطباء و الممرضات ، بعد أن تمت الولادة بلحظات تأتي القابلة بكل بساطة و سهولة بعد أن أخذوا الطفل بعيدا دون السماح لي برؤيته ، في الوقت الذي كنت أتمنى أن أسمع كلمة تريحني أو تصبرني لتقول (( خلاص هذا الطفل لن يعيش فهو معوق وان شاء الله تأتي لنا العام المقبل و أنت حامل مرة أخرى )) بما معناه انسى هذا الطفل و فكري في المستقبل و كأن من هي على هذا السرير جماد بدون أي احساس و مشاعر . فتخيل كيف يكون شعور أم و هي على سرير الولادة لتسمع كل هذا الكلام ... كيف لاتنهار !!!
ولله الحمد تمر الثلاثة أيام و يخيب ظنهم ، فنطلب من الأطباء إجراء عملية له حيث كان من المتوقع إجرائها له خلال الثلاثة أيام ولكن وحسب توقعاتهم و تصنيفاتهم فأنهم قد صنفوا هذه الحالة من ضمن من لا يحتمل العملية .
ويبقى الحال على ماهو عليه إلى أن تمر الأربعة شهور و هو في المستشفى دون عمليه و هنا يقرر أحدهم بعد أن تخلى طبيبة من إجراء العملية خوفا على اسمه حيث انه لا يضمن نجاح العملية ، ليقوم الآخر بإجرائها مكانه فتنجح العملية ولله الحمد ، و بعد نجاح العملية ، يأتي أحد الأطباء وهو قريب للعائلة ، ليخبر الأهل بأن ننسى هذا الطفل ليظل معهم في المستشفى فهم لديهم حالات كثيرة ومن عدة سنوات تخيل كيف يكون شعورك و أنت تسمع كل هذه الإحباطات و الكلام الجارح ، فكيف يترك الإنسان ابنه بين أيدي من إدعوا بأنهم يملكون الرحمة وهذه أفعالهم و أقوالهم أمام عينيك هنا ، قررت أخذ ابني بعد إجراء العملية ، ليكون بين أحضاني لسنتين و نصف إلى أن أخذ الله أمانته ، و كانت لي أحلى سنوات عمري و حملت لي أجمل الذكريات مع ((محمد)) الذي أنعم الله عليه بذكاء ووسامة وحسن الخلق رغم صغر سنه و الذي شهد عليه و باستغراب الكثير من أطباءه المعالجين و الأهل و الأصدقاء .
و لكن دعوني أخبركم كيف فارق ابني الحياة و هذه الدنيا الزائلة .. فقد أصابه بإلتهاب في الأذن و اللوزتين و الزكام (يعني شيء بسيط قد يصيب أي طفل دون أن يؤدي إلى فقد الطفل) . عموما ، أخذته إلى طبيبه و هو من قرر تركه في المستشفى السابق و أحد أولائك الذين حددوا عمره بــ3 أيام ليقول هذه المرة ، هل تذكرين ما قلناه لك فهو الآن بخير و سيبقى لك ، فما توقعناه في السابق بأنه لن يحرك يده و لن يبتسم ولن يتكلم و قد يكون مختلا عقليا لم يكن صحيحا و هذا الشلل النصفي فقط هو ما يعاني منه و نستطيع بعد عدة سنوات تركيب أعمدة له لتشد رجله و تساعده على المشي ، فلا تخافي فصحته على ما يرام و هذا الزكام شيء بسيط . و كأن الله يريد أن يثبت لهم بأن الله هو العالم بالأعمار و الأقدار و يتوفى ((محمد)) في نفس اليوم ، و هنا دعوني أخبركم عن إحدى زياراتي لأحد الأطباء بعد أن قررت السفر للخارج وطلبت منه أخذ تقرير لأعرضه على أحد اللأطباء أسكوتلندا و المختص في حالة ابني ... فبدم بارد و بدون أي مشاعر و أحاسيس وبدون أن يشعر بتلك الأم التي تود التمسك بالأمل ليقول و بكل جرأة ((لماذا السفر و صرف الفلوس أنا أعطيك ’’Guarantee" بأن ابنك لن يمشي و لا بعد 10 سنوات)) ؟؟؟
و عن زيارة الطبيب الأسكوتلندي الذي كان كالبلسم الشافي ، حيث ركز طول موعد الزيارة على الحديث معي و طمأنني بأن هناك أمل كبير في أن يمشي ابني وبكل سهولة بعد إجراء عملية بسيطة له . فانظروا الفرق بين أطباء الغرب و أطباء العرب !!!!
منـــ ق ـــول
لاتقصروا في الردود يا حلوين